ندا
عدد الرسائل : 60 العمر : 38 البــلـد : مصر تاريخ التسجيل : 31/07/2008
| موضوع: إمنعوا الحج والعمرة هـــــذا العام الثلاثاء يونيو 23, 2009 3:25 am | |
| امنعوا الحج والعمرة هذا العام ـ د. سمير محمد خواسك
د. سمير محمد خواسك (المصريون) : بتاريخ 30 - 5 - 2009 قد تكون التصريحات التي ذكرها الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة، فيها كثير من التشاؤم كما ذكر الأستاذ "محمود سلطان" رئيس تحرير "المصريون". تلك التصريحات المخيفة التي حذر فيها من اجتياح انفلونزا الخنازير لمصر، وحذر من السفر إلى الحج والعمرة هذا العام، وإلى الدرجة التي قال فيها إن الذي سوف يذهب إلى السعودية لن يعود إلى بيته، وإنه ليس من سلطته أن يمنع الناس من الذهاب إلى الحج والعمرة. وإنه سوف يُعِد من الآن مقابر جماعية للموتى.
والأستاذ "محمود سلطان" له الحق كل الحق في اعتراضه على تصريحات وزير الصحة، ولكن ماذا يضر التشاؤم؟، إنه سوف يؤدي إلى مزيد من الحذر والحيطة. وإن التشاؤم في هذه الأمور .. مطلوب ، والحذر منها أمْرٌ محمود .
ذلك أننا أمام كارثة يجب أن نحتاط منها تماما، وإن معظم النار من مستصغر الشرر كما يقولون. لقد اجتاحت الأوبئة مصر في مرات متتالية، وفي إحدى المرات لم يبق من سكان مصر ما يُكمل المليون، ولْنَتَّخِذْ مما سبق عِبْرَة. وإن الوقاية خير من العلاج كما هو معروف.
ولو عرفنا الأسباب البسيطة التي اجتاحت بها الكوليرا مصر، وكيف أهلكت أعدادا هائلة من أهلها لعرفنا أن تحذيرات وزير الصحة مطلوبة مهما كان فيها من تشاؤم أو مبالغة.
لقد اجتاحت الكوليرا مصر ثلاث مرات معروفة. كانت أول مرة في عام 1983، وذلك عندما جاء إلى مدينة دمياط ملاح أجنبي، وكان مصابا بالكوليرا، وانتقلت العدوى منه إلى غيره ، ثم انتشرت في مصر كالنار في الهشيم، وأهلكت الكثير، خاصة وإنه لم يكن في ذلك الزمن علاج ناجع للكوليرا.
وفي المرة الثانية جاءت الكوليرا من الحجاز في عام 1902 في زمن الحج. ذلك أن عُمْدَة قرية "موشى" وهي من أعمال أسيوط كان في الحج، وعندما عاد إلى مصر كان معه صفيحة ممتلئة بماء مصاب، ومرت الصفيحة من الحجر الصحي في غفلة من المسئولين. وأراد الرجل الطيب أن تحل البركة على أهل القرية جميعا، فألقى بالماء المصاب في بئر ارتوازية في بيته، ومن المعروف أن الماء في تلك الآبار الارتوازية متصل بعضه ببعض في كل القرية. وسرعان ما انتشرت الكوليرا في كل القرية. وقامت الحكومة بفرض حصار على القرية لمنع الخروج منها أو الدخول إليها. ولكن رجلا من أهل القرية وكان حاملا للمرض استطاع أن يَنْفُذ من الحصار، بعد أن دفع رشوة صغيرة إلى أحد جنود "الكردون" المضروب حول القرية، رشوة مقدارها بيضة دجاجة، وعوقب كلٌ من الرجل والجندي المرتشي بالحبس ستة أشهر. وما أن خرجت الكوليرا من القرية الموبوءة حتى انتشرت بسرعة فائقة في كل أرجاء مصر وأهلكت أعدادا هائلة من البشر.
وفي المرة الثالثة، اجتاحت الكوليرا مصر في عام 1947، وبدأت من مدينة القرين بمحافظة الشرقية، نقلها الإنجليز إلى تلك المدينة من إقليم البنغال الذي يقع بين الهند وباكستان. في ذلك الوقت كانت بريطانيا تنسحب من الهند وباكستان بعد أن حصلا على استقلالهما، وكانت الطائرات البريطانية تنقل الجنود البريطانيين بالطائرات من هذا الإقليم إلى قاعدة التل الكبير، وكان من بينهم مرضى بالكوليرا، ولم يكن هؤلاء الجنود يمرون على الحجر الصحي المصري. وانتقلت العدوى إلى العمال المصريين الذين يعملون في القاعدة البريطانية، وكان نصفهم من أهل مدينة القرين، والنصف الآخر من بلاد شتى في مصر. وجاءت الطامة الكبرى بأن فصلت القاعدة البريطانية العمال المصريين الأغراب، وكان من الواجب حجزهم في معسكر منفصل حتى تُجرى عليهم الفحوص الضرورية، وسافر العمال إلى بلادهم في أرجاء مصر فانتشرت الكوليرا في كل مكان بشكل غير مسبوق.
وساعد على انتشار الكوليرا، أن مدينة القرين .. أول قرية مصابة بالكوليرا، هي أكبر البلاد المنتجة للبلح، وأثبتت تحريات الشرطة .. اختفاء عشرين شاحنة محملة بالبلح المصاب، فكان ذلك سببا آخر في سرعة انتشار الوباء في المدن والقرى المصرية.
الوباء هو الوباء، وطريقة انتشاره واحدة. ولقد أحسنت وزارة الصحة في اتخاذ الاحتياطات الحازمة حتى الآن لمنع دخول الوباء إلى مصر. ومطلوب إحكام المراقبة والفحص في مكاتب الحجر الصحى، ومطلوب أيضا صدور قرار من الرئيس بمنع السفر للحج والعمرة هذا العام. منقول | |
|